الذؤاب الاحمراري المجموعي(الذئبة الحمراء)
هذا المرض منتشر وإصابة الكلى فيه من أهم مظاهره.
تشير بعض الإحصاءات أن هذا المرض يحدث في واحدة من كل 400 فتاة (نسبة حدوثه في النساء إلى الرجال 9:1) أي إذا كان عدد النساء والفتيات في مصر 40مليون نسمة فإن عدد المريضات بالذؤاب الاحمراري 100 ألف امرأة ، ويبلغ عدد المصابات بدرجة متقدمة من المرض في الكلى خمس هذا العدد أي 20 ألف امرأة.
يصيب هذا المرض الجنسين ، ولو أن 90% من المصابين فتيات في الجامعة أو حديثات الزواج في مقتبل العمر وهذا مما يزيد المصيبة حدة.
للمرض صور متباينة ولكنه عادة يشمل جميع أو معظم أعضاء وأنسجة الجسم.
أكثر المظاهر انتشاراً هو ارتفاع درجة حرارة الجسم : من 38ـ 39.5مئوية عادة مع آلام عامة بالجسم والمفاصل ، تشخص معظم الحالات أولاً على أنها تيفود وتعطى علاج التيفود ولا تستجيب وتظهر الفحوص المعملية أن ارتفاع الحرارة ليس سببه التيفود ،قد يشتبه بعض الأطباء في الملاريا ، ولكن غالبيتهم يتجهون بالتشخيص إلى الحمى الروماتزمية (ويشجعهم على هذا التشخيص سرعة الترسيب المرتفعة) ولو أن باقي فحوص الحمى الروماتزمية تكون عادة سلبية ،وأخيراً تتوجه المريضة وأهلها لاستشارة طبيب يفهم في هذا المرض وتتأكد الإصابة به بعد مدة شهر أو أربعة أشهر أو أكثر.
سمى هذا المرض بالذؤاب الاحمراري لظهور طفح أحمر على الوجنتين وأرنبة الأنف ، يظهر هذا الطفح على المرضى في ثلث الحالات عند بداية المرض ويظهر في ثلث آخر أثناء مراحل المرض ، ولا يظهر أي احمرار على الوجه في ثلث المرضى ، يساعد على ظهور الطفح الأحمر تعرض المريضة لضوء الشمس ، ويسقط الشعر ، وهناك أنواع أخرى من الطفح قد تظهر على الجلد منها الطفح البقعي أو الحلمي أو النزفي ، ولكن الطفح الوحيد المميز هو احمرار الوجه.
يصيب بعض الفتيات ارتشاح بلوري (أو ارتشاح في التامور أحياناً) ويصيب معظم المرضى التهاب بالمفاصل الكبيرة (كالحمى الروماتزمية) أو الصغيرة (مثل الروماتزميان) أو تصيبهم آلام بالمفاصل بدون تورمها أو التهابها أو تعوجها ، قد يحدث تضخم بالعقد اللمفاوية أو تضخم بالطحال أو الكبد ونادراً ما يصيب الفتيات يرقان ، يصيب المرض الجهاز العصبي المركزي وقد تشكو المريضة من صداع وتشنجات عصبية كالصرع ، ويصيب الأعصاب الطرفية بالتهاب ، وقد تحدث للمريضات أعراض نفسية متعددة ومختلفة ، من أهم مظاهر هذا المرض فقر الدم المتوسط أو الشديد وانخفاض عدد كرات الدم البيضاء (يكون عدد كرات الدم البيضاء مرتفعاً في الحمى الروماتزمية) وانخفاض عدد الصفائح الدموية وحدوث النزف تحت الجلد أو بالأغشية المخاطية وتعدد إصابة أجهزة الجسم ، وهو السبب في تسمية المرض ـ المجموعي ـ ولكن أهم الأعضاء الداخلية التي تصاب بالمرض هي الكلى .
قد تظهر الإصابة في صور:
ـــ التهاب حاد بالكليتين مع قلة سريان البول وارتفاع ضغط الدم وظهور الدم في البول.
ـــ ظهور الزلال بالبول مع ظهور جميع أنواع الأسطوانات.
ـــ اللزمة الكلائية مع وجود ورم عام بجميع أجزاء الجسم.
ـــ ارتفاع ضغط الدم الكلوي مع وجود الزلال بالبول.
ـــ فشل كلوي حاد أو مطرد أو مزمن.
يمكن التأكد من تشخيص مرض الذئبة الحمراء بالفحوص المعملية: زيادة شديدة في سرعة ترسيب الدم ، وجود الخلايا المميزة للذئبة الحمراء في الدم ، وجود مضادات لنوايا الخلايا بالدم ، انخفاض نسبة العامل المكمل بالدم ،وأخيراً فحص عينة من نسيج الكلى مجهرياً لبيان التغيرات المميزة لمرض الذؤاب الاحمراري.
كان يظن قديماً أن إصابة الكلى في هذا المرض تعني بداية النهاية وأن المريض يسير إلى حتفه لا محالة ، ولكن ثبت أن العلاج المستمر ، المكثف الذي لا هوادة فيه عند بدء إصابة الكلى شاف تماماً لهذا المرض ، يشمل العلاج تعاطي جرعات كبيرة جداً من الستيرويدات الكورتيكية (بعض المرضى ويرفضون أو يتكاسلون أو ينصحهم البعض بخفض الجرعة فيقع عليهم الغرم ولا يصيبهم الغنم وهو الشفاء الكامل) بالإضافة إلى العقاقير المثبطة للمناعة لأسابيع أو شهور طويل.
العلاج بالستيرويدات الكورتيكية يسبب السمنة الزائدة (إنه يفتح شهية الأكل) ويسبب تورم الوجه واحمراره (يصير مستديراً كالقمر) ، ويفتح الجلد ، ويسبب ظهور الشعر على الوجه ،ويسارع بتساقط شعر الرأس وظهور حب الشاب ، ويسبب عدم انتظام الدورة الشهرية أو انقطاعها تماماً (ترجع في الحالات) ، وقد يسبب زيادة الحموضة أو القرحة الحمضية بالا ثنى عشر وظهور الداء السكري ،وتخلخل العظام وضمور العضلات ، ولكن كل هذه المتاعب والأعراض الجانبية يجب على المريض تحملها وقبولها في سبيل الشفاء الكامل ، خاصة أن معظمها مؤقت ، يختفي تماماً بعد التوقف عن تعاطي العقار ، بعض المتاعب دائمة ، مثل إعاقة النمو لدى الأطفال ولكن الجائزة كبيرة ويجب ألا نضيعها ، وإلا أصاب المريض الفشل الكلوي المزمن الذي سيحتاج إلى العلاج بالديلزة لباقي العمر.