من الممكن تقسيم المرضى بالتهابات المسالك البولية الميكروبية إلى المجموعات التالية:
1ـــ التهاب المسالك البولية الحاد غير المصحوب بمضاعفات.
2ـــ التهاب المسالك البولية الحاد مع وجود مضاعفات.
3ـــ وجود ميكروبات بالبول بدون أعراض.
4ـــ الالتهابات المتكررة.
ومن الممكن أن يقابل الطبيب التهابات الكلى الميكروبية في الممارسة العامة في المجتمع وفي المستشفيات وكثيراً ما تحدث هذه الالتهابات مع الحمل أو بعد الولادة ، وكثيراً ما تؤخر الشفاء بعد العمليات الجراحية ، يعالجها المتخصصون كما يعالجها الممارسون العاملون غير المتخصصين وكثيراً ما تصيب الأطفال والمسنين ، وكل مجموعة من الأطباء تشاهد نوعية بعينها من المرضى من اليسير تشخيص التهابات المسالك البولية بزرع البول ، واختيار مضاد البكتريا المناسب من عدد كبير من مضادات الميكروبات ،ولكن تشخيص إصابة نسيج الكلى بالتهاب ميكروبي قد يكون عسيراً.
أثبتت المسوح الطبية في المجتمع على البشر ككل وفي نطاق الممارسين العامين وعلى المرضى في المستشفيات وعلى الجثث المشرحة بعد الوفاة البولية،ئق الهامة والجديرة بلفت النظر إليها.
يكثر المرض في سنة الحياة الأولى بين الأولاد من الذكور (في حوالي 2% من الأولاد) ثم ترتفع النسبة بعد السنة الأولى كثيراً بين البنات وتبلغ 1.5% بين البنات من سن 1ـ4 سنوات ثم إلى 3ـ4% بين البنات من 4ـ14 سنة منها حوالي 15% التهابات في الكلى بالإضافة إلى التهابات المسالك البولية ، وبعد سن البلوغ تستمر الالتهابات الميكروبية كثيرة بين النساء وقليلة بين الرجال حتى سن الخمسين (25% في النساء ، 0.5% بين الرجال ) إلا في ريف مصر ، حيث تصيب بلهارسيا المسالك البولية الجنسين وتكون نسبتها مرتفعة في النساء واوالزكام،ً ، أما في المسنين فترتفع الالتهابات خاصة في الرجال مع تضخم البروستاتا وصعوبة إفراغ البول.
تزداد الالتهابات بين النساء لدرجة كبيرة في شهر العسل (نتيجة الإفراط في الممارسة الجنسية)، وترتفع النسبة أيضاً بشدة مع الحمل (قدر إدوارد كاس هذه النسبة بين الحوامل 42%) نصفها تقريباً يصيب الكلى ، كما تزداد نسبة حدوث التهابات المسالك البولية والكلى في المرضى داخل المستشفيات (7% الرجال متوسطي العمر و20% في الرجال المسنين و15% في النساء صغيرات السن و30% في المسنات) وبين الموتى الذين شرحت جثثهم تبين وجود علامات على التهاب الكلى الميكروبي في 4ـ5% من صغر السن وفي ما يزيد عن 20% بين المسنين ، ومن بين هؤلاء ثلث المرضى فقط تم تشخيصهم السليم وهم على قيد الحياة بينما لم يتنبه الأطباء إلى التهاب الكلى الميكروبي في ثلثي الحالات.
الميكروبات التي تسبب الغالبية العظمى من التهابات المسالك البولية والكلى هي ميكروبات تقطن طبيعياً في الأمعاء مما يؤكد أن السبب الرئيسي للالتهابات هو دخول الميكروبات من فتحة قناة مجرى البول وصعوده إلى المسالك البولية السفلى ثم العليا ، أثبتت المسوح المتتالية أن باسيل القولون كان مسئولاً في الخمسينات عما يزيد عن 90% من هذه الالتهابات ولكن في أواخر الألفية الثانية شاركه ميكروب الكلبسيلا الذي صار مسئولاً عن حوالي ربع الحالات.
تشير القرائن الكثيرة والمتعددة أن الميكروب يدخل قناة مجرى البول من تلوث العجان ثم يقطن فرج المرأة ويساعده في الدخول الممارسة الجنسية والحمل والولادة ونوبات الإسهال وعدم العناية الدائمة بنظافة العجان (خاصة بالغسيل بالماء) بعد التبرز ، قصر طول قناة مجرى البول عند النساء وملاصقة فتحتها للعجان والفرج الملوثين بالميكروبات هما اللذان يؤديان إلى أن النسبة الغالبة من هذه الالتهابات تحدث في البنات والفتيات والنساء.
من أهم العوامل المساعدة على حدوث التهابات هو عدم التفريغ الكامل للمثانة ووجود عوائق أو انسدادات بمجرى البول (حصوات ،بروستاتا متضخمة ، ضيق بقناة مجرى البول أو بأسفل الحالب، ضيق عنق المثانة [وهذان السببان الأخيران يرجعان إلى الإصابة بالبلهارسيا]، أورام ، ..........الخ) أو رجوع البول إلى الكلى عند انقباض المثانة للتبول نتيجة عدم كفاءة الصمام بأسفل الحالب ، كذلك فمن أكثر المسببات لحدوث هذه الالتهابات دخول القساطر (غير المعقمة ) أو آلات وأدوات متخصص المسالك بعد عملية استئصال البروستاتا بالمنظار ، كذلك يساعد سلس البول ، وبخاصة احتباس البول الناتج عن مرض بأعصاب المثانة ، على حدوث الالتهابات ، وأخيراً فإن إصابات الكلى والداء السكري وعوز المناعة وربما ارتفاع ضغط الدم قد تمهد الطريق لحدوث التهابات ميكروبية ،وأخيراً فإن تعاطي المسكنات لفترات طويلة وبكميات كبيرة (خاصة الفناسيتين والأسبرين) ، نقص البوتاسيوم ، زيادة الكالسيوم ، بعض العقاقير كالدندفان ، قد تؤدي إلى تغيرات في نسيج الكلى والنبيبات تمهد الطريق لإصابتها بالتهاب ميكروبي.
أعراض التهاب المثانة
كثرة التبول لكميات صغيرة من البول مع صعوبة التبول وحرقان البول ، والتهابات حوض الكلى واضحة (ألم بالظهر ، وارتفاع درجة الحرارة وقشعريرة ) وقد يلاحظ المريض عكارة البول ويشم رائحة كريهة له ، ولكن هذه الأعراض قد تختلط أو لا تكون موجودة أو يشكو المريض من أعراض أخرى كآلام البطن ، في الأطفال الرضع قد تلاحظ الأم أن الطفل يرفض الرضاعة وقد يعاني من القئ وأحياناً الإسهال، ومن سن 2ـ5 سنوات يكون ارتفاع درجة الحرارة هو العرض الرئيسي وقد يعاني الطفل من سلس البول وعدم قدرته على التحكم فيه بالإضافة لكثرة مرات التبول والحرقان.
لتأكيد التشخيص ينبغي فحص البول وزرعه في حالات الالتهاب الحاد تكثر الخلايا الصديدية بالبول (قد يكون البول كله صديداً) ويسهل زرع الميكروب المسبب للالتهاب ، كذلك تتزايد كرات الدم البيضاء عند عد الدم ، ويظهر قليل من الزلال في البول (خاصة عند التهاب الكلى) ويتأكد إصابة الكلى بالفحوص الإشعاعية وبإجراء بعض فحوص وظائف الكلى (قلة تركيز البول مع الحفاظ على وظائف الكبيبات ) ، يمكن بفحص نسيج الكلى المأخوذ بالخزعة الإبرية تشخيص إصابة الكلى بالالتهاب (ولكن النتيجة السلبية لا تنفي إصابة الكلى).
ممكن أن يؤدي التهاب الكلى الصديدي في نهاية الأمر إلى الفشل والوفاة، ولكن هناك مضاعفات أخرى كثيرة يستحسن ذكرها وهي ارتفاع ضغط الدم ، تسمم الحمل ، الأطفال المبتسرون ، إصابة الأجنة بالميكروب وحدوث تشوهات بها ، التسمم الدموي والصدمة ، التهاب العظم ، والالتهاب البطاني العفن للقلب.