التهاب الكلى الحاد

أهم أسباب لزمة التهاب الكلى الحاد هو سبق الإصابة بالمكورات السبحية في اللوزتين عادة ـ خاصة الإصابة بأصناف معينة من المكورات السبحية ـ بعد حوالي عشرة أيام من التهاب اللوزتين ، وبعد شفاء المريض من حلقه ، يحدث التهاب الكلى الحاد ، والذي يعتبر من المضاعفات التي تعقب الالتهاب بالمكورات السبحية ، ونسبة حدوث التهاب الكلى تختلف من سنة إلى أخرى حسب صنف المكورات ، بينما الحمى الروماتزمية ـ وهي المضاعفة الثانية للالتهاب بالمكورات السبحية ـ فثابتة تقريباً ، إذ تحدث في 2% من الحالات بينما التهاب الكلى قد لا يحدث مطلقاً أو يحدث في 90% من الأطفال المصابين بعدوى المكورات السبحية ، والحمى الروماتزمية تعبر عن استعداد وراثي في هذا الشخص بالذات ، أما التهاب الكلى فيتوقف على صنف المكور السبحي.
تتمثل استجابة الكبيبات لسبق الإصابة بالمكورات السبحية في تكاثر الخلايا البطانية في الشعيرات ، وتتضخم الكبيبات وتنسد ويمتنع مرور الدم بها ويؤثر هذا تأثيراً شديداً على وظائفها فينخفض :
ــــ سريان البلازما في الكلى
ــــ معدل الترشيح في الكبيبات
ويحدث اختزان الصوديوم في الجسم والورم ن وقد يسبب هذا هبوط القلب
ــــ ارتفاع ضغط الدم
ــــ فقد الزلال بالبول
ــــ ظهور الدم بالبول
ولو أن لزمة التهاب الكلى الحاد تحدث عادة عقب العدوى بالمكورات السبحية إلا أنه قد تحدث في أمراض أخرى مثل الملاريا ، حمى الغدد ، وفي حالة الفرفرة المسماة هنوخ وشونلاين ،و الذؤاب الاحمراري وغيرها ، والتهاب الكلى الحاد الذي يعقب العدوى بالمكورات السبحية يصيب الأطفال عادة ، ولكن من الممكن حدوثه في أي سن.
أهم مضاعفات التهاب الكلى الحاد
ــــ الارتفاع الشديد بضغط الدم والاعتلال الدماغي
ــــ الفشل الكلوي الحاد
ــــ هبوط القلب
مآل هذا المرض هو الشفاء التام في غالبية الحالات ، ولكن قد تمت الوفاة في 1% من المرضى من أحد هذه المضاعفات ، وقد يستمر الالتهاب في حوالي 4% من الحالات ويصبح التهاباً مزمناً ـ خاصة إذا أصاب المرض أحد البالغين ن وتحدث لزمة كلائية في خمس الحالات ، تعرف هذه الحالات التي ستنتهي بالالتهاب المزمن باستمرار فقد الزلال في البول واستمرار فقد كرات الدم الحمراء في البول.
العلاج
علاج التهاب الكلى الحاد هو علاج تحفظي ومنع تناول المريض كل ما يسئ إليه مثل عدم الحث على الشرب بكثرة ، بل يقتصر إعطاء السوائل على كوبين من الماء + كمية البول التي أفرزها في اليوم السابق ، يمنع تناول البروتينات تماماً كما يمنع الملح ونتجنب إعطائه أدوية بها بوتاسيوم أو أغذية عالية المحتوى بالبوتاسيوم (مثل عصير البرتقال)، يعطى المريض مضادا حيوياً لعلاج أي ميكروب سبحي مازال بالحلق ، وخاصة لمنع انتقال هذا الميكروب السبحي لباقي أفراد العائلة قد يحتاج المريض في بعض الحالات إلى تناول مدر للبول خاصة إذا كان الورم شديداً أو ظهرت علامات حمل زائد من السوائل في الجهاز الدوري ، قد يحتاج المريض إلى عقار لخفض ضغط الدم المرتفع 
إذا امتنع سريان البول فإن العلاج بالهبارين قد يشفى الفشل الكلوي الحاد الذي يحدث ، وإلا احتاج المريض للديلزة.
سيظهر التحسن على معظم المرضى خلال أسبوع أو نحوه من بداية المرض ، فتزداد كمية البول التي يفرزها المريض يومياً ، ويقل إفراز البروتين في البول حتى يختفي ، وتقل كرات الدم الحمراء في البول ثم تختفي ويزول الورم وينخفض ضغط الدم المرتفع ن وتعود كفاءة الكلى إلى سابق عهدها قبل حدوث الالتهاب.
تشير هذه العبارة إلى المرضى الذين يعانون من تدهور سريع ومطرد في وظائف الكلى خلال أسابيع أو أشهر إلى أن ينتهي بهم الأمر إلى الفشل الكلوي المزمن ، ويكون المرض في الكبيبات عبارة عن تكاثر الخلايا وانسداد مرور الدم بالشعيرات ، والمرضى الذين يعانون من هذه الحالة عادة في مقتبل العمر أو متوسطي السن ، وتكثر نسبة الذكور فيهم عن الإناث.
ويشابه المرض في بدايته التهاب الكلى الحاد السابق وصفه وقد يسبقه مرض مثل نزلات البرد أو الأنفلونزا في بعض الحالات ، ولكن في غالبية الحالات تكون البداية غادرة ونامية على نحو تدريجي إلى حد يمكنه من الرسوخ قبل الكشف عنه حتى يصاب المريض بمظاهر الفشل الكلوي ، ويكون ضغط الدم مرتفعاً قليلاً ، ويظهر تحليل البول الزلال وكرات الدم الحمراء ولا تظهر تحليلات المصل المناعية سبق الإصابة بالمكورات السبحية في معظم الأحيان.
مآل هذا المرض سئ ، في قليل من الحالات قد يمكن وقف تقدم المرض بالستيرويدات الكورتيكية أو بالعقاقير المثبطة للمناعة ، ولكن العلاج لا يجدي في غالبية الحالات ، وسوف يصل المريض إلى مرحلة الفشل الكلوي المزمن ليعالج بالديلزة أو زراعة الكلى .