يطلق هذا الاسم على مجموعة كبيرة من الأمراض يزداد فيها إفراز الزلال بالبول حتى ينضب زلال المصل ويصاب المريض بورم عام بالجسم ، وقد أظهر فحص نسيج الكلى بواسطة الخزعة الإبرية ـ في عهدنا الحاضر ـ نوعية الأمراض المختلفة التي تسبب هذه الحالة.
يفقد المريض باللزمة الكلائية أكثر من 3 جرامات زلال في اللتر في البول (قد يصل ما يفقده المريض إلى أكثر من ذلك كثيراً فقد يفقد من 20ـ 40 جراماً في اللتر أو أكثر) بسبب زيادة نفاذية شعيرات الكبيبات ، يؤدي هذا إلى نضوب الزلال من بلازما الدم(ينخفض عن المستوى الطبيعي 4ـ5 جرامات /ديسلتر إلى أقل من 3 جرامات وأحياناً إلى أقل من ذلك بكثير).
وفي كثير من الأحيان يرتفع مستوى الدهون بالمصل مثل الكولسترول وثلاثي الجلسيريدات (قد يرتفع كولسترول المصل من مستواه الطبيعي 200مجم/ديسلتر إلى 500 مجم أو أكثر من ذلك)
ويتورم المريض بشدة ، تنتفخ عيناه ويتورم وجهه وتتورم قدماه ثم رجلاه وقد تتورم بطنه ويصاب باستسقاء البطن وقد يعاني من ارتشاح بلوري يعوق التنفس ، يرجع هذا الورم إلى اختزان السوائل بالجسم ، ويزداد وزن المريض (قد يرتفع وزنه من 70كجم إلى 90 كجم أو أكثر).
علاج أعراض اللزمة الكلائية أياً كان سببها
ـــ الإقلال من ملح الطعام في الأكل
ـــ إعطاء مدرات البول (إلا في حالات الفشل الكلوي أو إذا كان ضغط الدم منخفضاً)
ـــ زيادة تناول البروتين في الغذاء لمحاولة تعويض نسبة الزلال المنخفض (إلا في حالات الفشل الكلوي)
ـــ قد يحتاج الأمر في بعض الحالات إلى إعطاء زلال المصل زرقا بالوريد.
مرضى اللزمة الكلائية أكثر تعرضاً للالتهابات الميكروبية (مثل الالتهاب الخلوي في الرجل المتورمة أو الالتهاب البريتوني الأولي في البطن ) وإذا حدث هذا فينبغي أن يعالج فوراً بمضاد حيوي مناسب.
اللزمة الكلائية الأولية تختلف في الأطفال اختلافاً كثيراً عنها في البالغين ، معظم الأطفال يصيبهم مرض لا يحدث فيه أي تغيرات مرضية في الكبيبات إذا فحصت بالمجهر الضوئي ويحدث فيه بعض التغيرات إذا فحصت بالمجهر الإلكتروني وقد سمى هذا المرض "الالتهاب الكلوي الكبيبي ذو التغيرات الضئيلة " هذه الحالة لا يصاحبها ارتفاع ضغط الدم ولا تتطور إلى الفشل الكلوي وتستجيب للعلاج بالستيرويدات الكورتيكية (أو بمثبطات المناعة علاوة على الستيرويدات ) ، أما في البالغين فتحدث اللزمة الكلائية إثر إصابة الكبيبات "بالتهاب كبيبي غشائي" أو "التهاب كبيبي تكاثري" ونادراً ما يكون السبب "الالتهاب الكبيبي ذو التغيرات الضئيلة " ، المرضان السابقان لا يستجيبان للعلاج بالستيرويدات الكورتيكية ولا بمثبطات المناعة الأول " الالتهاب الكبيبي الغشائي" لا يصاحبه ارتفاع بضغط الدم ويتطور إلى الفشل الكلوي بعد سنوات طويلة ، والثاني "الالتهاب الكبيبي التكاثري" مصحوب بارتفاع ضغط الدم ، وتظهر كريات الدم الحمراء في البول ، ويتطور سريعاً إلى الفشل الكلوي.
وهكذا يتبين أن التهاب الكلى الكبيبي يشمل أمراضاً عديدة تختلف في صورتها السريرية وسرعة تقدمها ومآلها واستجابتها للعلاج وعلى الطبيب المتخصص وحده تصنيفها وعلاجها والله هو الشافي.