للإنسان كليتان تقعان خلف الغشاء البر وتيني في الجهة الخلفية من البطن على جانبي العمود الفقري ، بين الفقرتين الثانية عشر الصدرية والثالثة القطنية ، والكلية اليمنى منخفضة قليلاً عن اليسرى، تزن كل كلية من 125-175 جراماً في الرجل البالغ ومن 115-155 جراماً في المرأة البالغة ومقاييس الكلية الواحدة 12سم طولاً ×7سم عرضاً×2.5سم سمكاً في المتوسط ، وتشبه الكلية حبة الفاصوليا في سطحها المقعر الداخلي يوجد النقير الذي يدخل فيه الشريان الكلوي ويخرج منه الوريد وحوض الكلى، يخرج الشريان الكلوي من الأورطى الباطني ثم ينقسم إلى عدة شرايين تخترق نسيج الكلى، ثم ينقسم كل فرع إلى شريانين يلتحم كل منهما مع الفرع المجاور له ويكون حلقة شريانية تسمى الشريان المقوس ، وتخرج منه شرايين صغيرة كثيرة تخرج منها شرايين الكبيبات الواردة ، وتجمع الدم ، بعد تغذية الكبيبات والنبيبات في أوردة صغيرة ، تلتحم مع بعضها وتكون الوريد المقوس ، الذي تخرج منه بضعة أوردة تتجمع وتكون الوريد الكلوي الذي يصب في الوريد الأجوف السفلي ويفصل الشريان الوريد المقوسين نسيج الكلى إلى القشرة (في الخارج) والنخاع(في الداخل) ويتكون النخاع في الكلية الآدمية من 8-18 هرماً ، قاعدة الهرم إلى الخارج وقمته (الحلمة) إلى الداخل ، تفتح فتحات دقيقة (من 10-25 فتحة) في قمة كل حلمة ، هي فتحات "قنوات بلليني" يصيب منها البول الذي تكون في نسيج الكلية في حوض الكلى الذي يؤدي إلى الحالب ، ويصب الحالبان في المثانة التي يتجمع فيها البول لحين تفريغه بانقباض عضلات المثانة واسترخاء العضلة العاصرة الموجودة عند مخرج المثانة إلى قناة مجرى البول الذي تفرغه إلى الخارج عند عملية التبول.
يتكون نسيج الكلية من وحدات صغيرة تسمى "الكليونات" ، ويبلغ عددها في كل كلية آدمية حوالي 1300000كليون ، يبدأ الكليون "بكرية مالبيجي التي تتكون من خصلة من الشعيرات الدموية تحيطها كبسولة بومان ، يدخل الدم إلى عنقود الشعيرات (الكبيبة) عن طريق الشريان الوارد ويخرج منها عن طريق الشريان الصادر الذي يتفرع ثانية إلى شعيرات دقيقة تحيط النبيبات المتعرجة التي تخرج من كبسولة بومان ، ويؤدي اندفاع الدم بضغط عال في الكبيبات يؤدي إلى ترشيحه ، فيخرج منه الماء والأملاح الذائبة فيه والجلوكوز والأحماض الأمينية وتبقى بروتينات الدم والدهون ، وحجم الرشيح الذي يتكون بهذه الطريقة يبلغ 180لتراً في اليوم ، ويعاد امتصاص 178.5 لتراً أثناء مرور الترشيح داخل النبيبات ، وهكذا يبلغ حجم البول الذي تفرزه الكلى 1.5 لتراً يومياً فقط.
عملية الترشيح بالاختصار تتم
ــــ إعادة امتصاص كل الجلوكوز والأحماض الأمينية في النبيبات الدانية
ــــ إعادة امتصاص سبع أثمان الصوديوم وكل البوتاسيوم في النبيبات الدانية ويتم إعادة امتصاص معظم الثمن الباقي من الصوديوم بالاستبدال مع البوتاسيوم في النبيبات القاصية ويخرج بعض البوتاسيوم في البول.
ــــ إعادة امتصاص 99% من الكالسيوم تحت تأثير هرمون الغدد جنيبة الدرقية ـ الباراثورمون
ــــ تعيد النبيبات امتصاص حوالي 140 لتراً من الماء في النبيبات الدانية مع أيون الصوديوم وتعيد امتصاص معظم الماء الباقي في النبيبات القاصية بدون امتصاص الأملاح وهكذا يزداد تركيز البول ويصل إلى أربعة أمثال تركيز بلازما الدم ، ويحدث امتصاص الماء في النبيبات القاصية تحت تأثير الهرمون مضاد الإبالة الذي يفرز من منطقة تحت المهاد بالدماغ ويخترن في الفص الخلفي للغدة النخامية.
ــــ تفرز النبيبات القاصية الأحماض من الجسم ويصير البول شديد الحموضة.
وهكذا تصنع الكلى البول وتعيد تركيب الترشيح ليحتفظ الجسم بما يحتاجه ويفرز مالا يحتاجه ويتم كل هذا لضمان ثبات التركيب الدقيق للسائل حول الخلايا.
وظائف الكلى
الحفاظ على ثبات التركيب للسائل خارج الخلايا هي وظيفة الكلى الرئيسة وتغير تركيب الكلى بتغير الوظيفة المطلوبة منها ، مثلاً كلية الإنسان تستطيع تركيز البول إلى أربعة أمثال تركيز البلازما (تركيز البلازما 300 مللي أوزمول ويبلغ تركيز البول الآدمي إلى 1200 مللي أوزمول ) وفي حالة الفأر(إلى 2200 مللي أوزمول) ، أما جرذان الصحاري المحروقة من الماء حرماناً يكاد يكون تاماً فتستطيع الكلى رفع تركيز البول إلى حوالي 6000 مللي أوزمول (في الجرذ الجربوع مثلاً) وتتبول هذه الجرذان بولاً يكاد يكون خالياً من الماء يشابه معجون الأسنان الخارج من الأنبوبة.
وهناك وظائف ثانوية للكلى ، أذكر منها وظيفتين
الوظيفة الأولى : تصنيع هرمون إريثروبويتين وهو الهرمون المنشط لتكاثر كريات الدم الحمراء في نخاع العظام ، وتحدث زيادة في إنتاج هذا الهرمون في بعض أورام الكلى الخبيثة وفي حالة نادرة من مرض تعدد الكيسات ويحدث من جراء ذلك مرض "كثرة الحمر" ولكن يقل إنتاج هذا الهرمون في أمراض الكلى المختلفة التي تؤدي إلى الفشل الكلوي المزمن ،ولهذا فإن فقر الدم هو أحد المظاهر الرئيسة في الفشل الكلوي ، وعلاج فقر الدم هذا لا يتأتي إلا بتناول هذا الهرمون حقناً بالوريد أو تحت الجلد.
الوظيفة الثانية : هي تصنيع الخطوة النهائية اللازمة لتحويل فيتامين د إلى الصورة الفعالة ،وفيتامين د ـ اللازم للعظام ـ يتناوله المرء في الغذاء مع الدهون الحيوانية أو يصنعه تحت الجلد من التعرض للأشعة فوق البنفسجية أو أشعة الشمس ، ولكن هذا الفيتامين بصورته الأصلية غير فعال، ويحوله الكبد ثم الكلى إلى الصورة الفعالة ، ثم يحمله الدم إلى الأمعاء حيث يحثها على امتصاص الكالسيوم من الغذاء ، وينقله إلى العظام فيحملها إلى ترسيب هذا الكالسيوم في حالات أمراض الكلى المزمن التي تؤدي إلى الفشل الكلوي فتصبح العظام هشة ، مخلخلة ولينة ، ولا يتحسن مرض العظام هذا بالعلاج التحفظي للفشل الكلوي ولا بالديلزة ، ولكنه يشفى تماما إذا تمت عملية غرس الكلى في المريض بنجاح.
وأخيراً ـ وليس آخراً ـ فهناك مادة ثالثة تكونها الكلى في جدران الشريان الوارد الملاصق للكبيبة ـ هي مادة الرنين وهي تساعد على رفع ضغط الدم.
تبدأ الكلى في العمل والفرد جنين في بطن أمه وتكاد تكتمل وظائفها في ساعة الولادة ، ولكن توجد فروق أساسية بين عمل كلية الطفل الرضيع وكلية الشخص البالغ ، يبلغ استخلاص الكرياتينين حوالي 20 مللي لتر/الدقيقة /1.73 متر مربع ويرتفع إلى 70 مللي لتر بعد 3 أشهر ولا يصل غل رقم البالغين (120مللي لتر/الدقيقة/1.73مترا مربعاً) إلا بعد سنة ، ويكون الإفراز النبيبي منخفضاً جداً بعد الولادة ولا يرتفع إلى معدل البالغين إلا بعد أسابيع ، لا يستطيع الطفل الرضيع إفراز الماء بنفس كفاءة البالغ ولا يستطيع تخفيف تركيز البول ، ولذا يجب الحرص من تزويده بكميات كبيرة من الماء ،كما لا يستطيع تركيز البول كالبالغ ولذا ينبغي عدم تعرضه للعطش ونقص الماء ولا يستطيع الطفل إفراز الأحماض في البول في أيام الحياة الأولى.
تبدأ وظائف الكلى في التدهور بعد سن الأربعين ـ مع بداية التقلص في حجمها ،ويبلغ الإنسان سن الثمانين تكون الكلية قد ضمرت إلى ثلاثة أرباع حجمها عند اكتمال النمو في سن العشرين ،وتفقد الوظيفة المدخرة ،ولو أنها تستمر في أداء وظائفها المعتادة ، من أهم ما يجب ملاحظته لدى المسنين أن إفراز العقاقير المختلفة يقل وينبغي على الطبيب أن يضع هذا في حسبانه تفادياً للجرعات الزائدة وحدوث الأعراض الجانبية والتسمم.