باستخدام القساطر الخاصة الحديثة كاملة التعقيم التي أعدت خصيصاً لعملية الغسيل البريتوني ، أمكن التغلب على الخمج (الالتهاب الميكروبي) الذي كان كثيراً ما يحدث في الزمن السابق ، وبتحضير زجاجات كاملة التعقيم وخالية من المحمات (المواد التي ترفع درجة الحرارة وتسبب الحمى) لسائل الغسيل في المصانع ، أمكن تيسير عملية الغسيل البريتوني في المستشفيات ، تتم العلمية بملء البطن كل ساعتين بلترين من سائل الغسيل ثم يتم تفريغ البطن من هذا السائل ، وتعاد هذه العملية حتى يتم إدخال وتفريغ من 40ـ 90 لتراً (حسب حالة المريض) على مدى 20ـ45 ساعة .
سهولة إجراء هذه العملية وسهولة تدريب الأطباء والممرضات والعاملين على إجرائها سهل كثيراً استخدامها في المستشفيات العامة التي لا توجد بها وحدات خاصة للكلى الصناعية لعلاج الفشل الكلوي الحاد ، أو لإزالة سموم فاعلة للنفاذ من الجسم ، أو لعلاج بعض حالات الفشل الكلوي المزمن الشديد التي لا تحتمل التأخير حتى يحول المريض إلى وحدة الكلى الصناعية المناسبة أو حتى تعمل الوصلة الشريانية الوريدية التي أجراها الجراح وتصير صالحة للاستخدام بعد أسبوعين لثلاثة من إجرائها.
ولكن عملية الغسيل البريتوني لها عيوب تحد من استخدامها :
1ـ التهاب بريتوني سيحدث إن علاجاً أو آجلاً مهما تأكد الأطباء والممرضات والعاملون من تمام التعقيم لكافة الآلات المستخدمة والسوائل المستعملة في هذا العملية ومهما أضيفت مضادات حيوية مناسبة إلى سائل الغسيل ، يحدث الالتهاب البريتوني بعد مدة قصيرة (بعد عشر غسلات في بعض الوحدات ) أو بعد مدة طويلة (50غسلة في وحدات أخرى) ولكنه سوف يحدث حتماً ، معظم حالات الالتهاب البريتوني يتسبب من ميكروبات غير ضارية وتسبب التهاب بسيطاً ، وضرره الأكبر أنه سيسبب ارتشاحات فبرينية بالغشاء البريتوني ، تسبب الالتصاقات وبهذا يقل حجم تجويف البطن الصالح للديلزة تدريجياً حتى يمتنع .
2ـ يشعر المريض بآلام بالبطن من امتلائها المتكرر بسائل الغسيل أثناء وبعد الغسيل البريتوني وقد يكون هذا الألم من الشدة بحيث توقف العملية قبل أوانها.
3ـ الفقد الدائم لكمية من البروتين بعد كل غسلة وهذه مشكلة خاصة في المرضى الضعفاء ذوي الأوزان المنخفضة ، ذوي الشهية السيئة الذين لا يتناولون غذاء كافياً .
4ـ سعر الغسيل البريتوني أكثر ارتفاعاً من سعر الديلزة بالكلية الصناعية ، نظراً لارتفاع سعر المحاليل المستخدمة.
ولكن الغسيل البريتوني له بعض الفوائد ، سهولة إجرائه ـ لدرجة أن بعض المرضى يتعلمون الطريقة ويغسلون أنفسهم بالمنازل بمساعدة أقربائهم ـ لا يفقد المريض أي كمية من الدم في الغسيل البريتوني ، ويشعر المريض بقدر من الحرية أكبر مما يشعر به مرضى الكلى الصناعية ، خاصة وأنه بالإمكان إجراء الغسيل بعد الظهر وأثناء الليل والمريض نائم ، قد يكون الغسيل البريتوني أكثر يسراً في الأطفال الصغار وفي المسنين ، لمرضى القلب الذي تحدث لهم مشاكل في الديلزة بالكلية الصناعية ، وفي المرضى الذين لم تعمل وصلة شريانية وريدية لهم ، وفي المريض الذي يرفض بتاتاً نقل الدم إليه إذا احتاجه.
الغسيل البريتوني المتقطع المستمر
يزاول بعض الأطباء الغسيل البريتوني المتقطع المستمر لبعض مرضى الفشل الكلوي المزمن ، وهو أن يعلق المريض بنفسه زجاجات سائل الغسيل حول بطنه ويقوم بتغييرها بنفسه وتستمر عملية الغسيل البريتوني مستمرة طوال الوقت ، فائدة هذه الطريق يسرها الشديد وقلة آلام البطن التي تصاحبها وعيبها أن نسبة حدوث الالتهابات البريتوني تفوق الغسيل البريتوني المعتاد.