انسداد المسالك البولية

انسداد المسالك البولية يؤدي إلى رفع الضغط داخل حوض وأنابيب الكلى ويعوق إنتاج البول ويؤدي في النهاية إلى عطل الكلى ، قد يصعب تشخيص انسداد المسالك البولية أو يتأخر ، وقد تكون معرفة السبب محيرة إن استثنينا الأسباب الواضحة كالحصوات وتضخم البروستاتا ، يحدث انسداد المسالك البولية في الأطفال حديثي الولادة ، في الشباب ، في متوسطي العمر وفي المسنين ، ويلاحظ موه الكلية في حوالي 5% من المتوفين.

في الأطفال تتساوى النسبة بين الجنسين ، موه الكلية هو أكثر أسباب الورم البطني لدى الأطفال حديثي الولادة ويحدث في نسبة 2% من الحالات ، في الشباب يكثر انسداد المسالك البولية بين الرجال نتيجة انسداد أسفل الحالب من ضيق سببه البلهارسيا أو ضيق قناة مجرى البول من السيلان أو البلهارسيا ، وفي متوسطي العمر يكثر في السيدات نتيجة الحمل وسرطان عنق الرحم ، ويكثر في المسنين بين الرجال نتيجة تضخم البروستاتا الحميد وسرطان البروستاتا ، ولكن لعل أهم أسبابه هو الحصوات التي تحدث في كل الأعمار وتحدث بالتساوي بين الجنسين ، وقد يربط الحالب خطأ من الجراح أثناء إجراء عملية (على القولون أو في الحوض) إذا كان الانسداد تحت المثانة ، يلاحظ المريض ضعفاً في اندفاع البول ، الذي ينزل كخيط رفيع من قناة مجرى البول ، ويلاحظ تنقيط البول بعد التبول ، والتبول أثناء الليل ، ولا يستطيع المريض حبس البول إذا جاءته الرغبة بل يندفع لتفريغ المثانة في الحال ،وأخيراً يصاب بسلس البول إذا امتلأت المثانة فوق طاقتها (السلس مع الاحتباس) ،وألم الخاصرة عند التبول يشير بشدة إلى ارتجاع البول من المثانة إلى الحالب ، التبول المدمي هو عرض كثير الحدوث في انسداد المسالك البولية.

الألم هو العرض الذي يدفع المريض إلى استشارة الطبيب ،وألم الجنب وعدم الراحة التي يشعر به المريض بانسداد المسالك البولية تسببان من مط كبسولة الكلية وتمددها وليس نتيجة المغص ويزولان في الحال إذا زال هذا الانتفاخ مثل إدخال قسطرة لتفريغ البول المتراكم المسبب للانتفاخ ، وترجع شدة الألم إلى سرعة حدوث الانتفاخ وليس إلى درجته ، فالانتفاخ الحاد المصاحب لسدة حصوة للحالب يكون مصحوباً بألم شديد أما الانسداد المزمن المسبب لموه عظيم بالكلية من جراء عيب خلقي بين الحالب وحوض الكلى لا يكون مصحوباً بأي ألم ، والألم بالخاصرة الذي يشع إلى الخصية أو الجانب الداخلي للفخذ هو العلامة المميزة لانسداد حاد بالحالب ، وفي هذه الحالة يكون المريض قلقاً ولا يمكنه الهدوء على حاله وكثير الحركة والصراخ ، ألم الجنب يتسلل برفق ويستمر ويتصاعد ولا يكون بشكل مغص متقطع عادة ويستغرق من نصف ساعة إلي ست ساعات ، وأحياناً طوال اليوم ، ومع آلام الكلية قد يحدث شلل بالأمعاء مع أعراض بالجهاز الهضمي ، ومما هو جدير بالملاحظة أن انسداد المسالك البولية قد يستمر لمدة طويلة بدون أن يشكو المريض من أي ألم إلى أن يحدث التهاب ميكروبي أو يستمر إلى أن يحدث فشل كلوي مزمن.

انسداد الكلية الجزئي لمدة طويلة يؤثر على قدرتها في تركيز البول وإفرازها لبول شديد الحموضة ، وأخيراً يؤثر على القدرة الترشيحية للكلى بعد تلف الكبيبات ، يلاحظ المريض كثرة التبول لكميات متزايدة من البول ، والتبول أثناء الليل ، ثم يبدأ في الشكوى من العطش ، امتناع التبول تماماً هو علامة على الانسداد التام للمسالك البولية.

الفحص الإشعاعي للجهاز البولي

أساسي في حالات انسداد المسالك البولية ، الأشعة العادية سوف تظهر الحصوات ، والأشعة بالصبغة سوف تبين حجم الكلى وإفرازها للصبغة وتظهر حوض الكلى والحالبين والمثانة وتبين أي ضيق بالحالب أو أي حصوات غير معتمة لم تظهر في الأشعة العادية ،وتبين حجم البروستاتا ، وكمية البول المتبقي بالمثانة بعد عملية التبول ، وسوف تظهر ارتجاع البول في الحالب عند التبول في حالة عدم كفاءة الصمام بين الحالب والمثانة ، الأشعة بالموجات فوق الصوتية سوف تبين حجم الكلى ، و الحصوات بالكلى أو المثانة ، وحجم البروستاتا وكمية البول المتبقي بالمثانة بعد التبول ، أورام المثانة وحوض الكلى سوف تظهر بوضوح في الأشعة بالصبغة أو الموجات فوق الصوتية.

وفحص المثانة بالمنظار أساسي في حالة الاشتباه في أورام المثانة ، وأخذ عينة منها للفحص الباثولوجي سوف يؤكد نوع الورم في حالات البول المدمي فحص المثانة بالمنظار سوف يعين مصدر الدم ، هل هو من المثانة أو يقطر من فتحة أحد الحالبين.

وأخيراً فإن لانسداد المسالك البولية عدداً من المضاعفات الهامة:

1ـ الالتهاب الميكروبي الذي يستحيل البرء منه طالما ظل انسداد المسالك ، ووجود هذين العاملين معاً :انسداد + عدوى ميكروبية يؤدي سريعاً إلى حدوث الفشل الكلوي.

2ـ ارتفاع ضغط الدم.

3ـ تكاثر الحمر مضاعفة نادرة في هذا المرض ولكنها تحدث.

4ـ الجفاف لكثرة كمية البول غير المركز الذي يفقده المريض في هذه الحالات.

5ـ تكون الحصوات.

6ـ الفشل الكلوي.

انسداد المسالك البولية مرض جراحي يلزمه تدخل جراح المسالك البولية لإزالة الحصوات أو إصلاح ضيق بالحالب أو قناة البول أو إزالة ورم بالمثانة.